عدد المساهمات : 104 نقاط : 192 تاريخ التسجيل : 18/10/2009 العمر : 610 الموقع : حيث انا موجود
موضوع: شوفوا لطف الله بعباده ............. الخميس نوفمبر 05, 2009 4:50 am
اعطي من وقتك على الأقل القليل لتقرئي لطف الله هنا ،،( وما قدروا الله حق قدره ) : اللطيف :
اسم اللطيف يشمل معنيين: 1. لطيف بمعنى الخبير العليم، فيعلم أدق الأشياء وألطفها 2. ولطيف تأتي من جهة الرحمة الخاصة
والعباد حال توسلهم باسم اللطيف: الذي يظهر أنهم يطلبون بلسان مقالهم ولسان حالهم هذه الرحمة الخاصة، الرحمة التي تصل العبد من حيث لا يشعر بها – أنها رحمة – أو لا يشعر بأسبابها تكون هي اللطف . اللطف: رحمة تصل للعبد إما لا يشعر بها لكن الله لطف به، أو لا يشعر بأسبابها، وعلى هذا فإذا قال العبد يا لطيف الطف بي أو سأل الله أن يلطف به، فمعناه أنه يطلب من الله ولاية خاصة، هذه الولاية الخاصة بها تصلح أموره الظاهرة والباطنة، وبهذه الولاية تندفع جميع المكروهات، سواء كانت مكروهات من داخل الإنسان أو أمور خارجة عنه. ما معنى هذه الجملة؟
إذا يسر الله لعبده وسهل له طرق الخير وأعانه عليها هذا الآن لطف من الله، وإذا قيض الله له أسباب خارجية ليست داخلة تحت قدرته يصلح بها العبد هذا أيضاً من لطف الله،
وإذا تأملنا سورة يوسف وتأملنا تنقلاته والأحوال التي مرّ بها إلى آخر القصة، إلى أن أزال الله الأكدار وصلح حاله وحال الجميع واجتباه الله ورفعه، من أجل ذلك عرف عليه الصلاة والسلام أن هذه الأشياء وغيرها لُطف لَطف الله لهم به، لطف وقع عليهم، فما كان من يوسف عليه السلام إلا أن اعترف بهذه النعمة { إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ } [يوسف : 100] يعني: أن لطف الله خاص بمن يشاء من عباده ممن يعلمه أهلا لذلك ، الله عزّ وجلّ أعلم حيث يضع فضله، وهو سبحانه وتعالى أعلم بالشاكرين فينعم عليهم ،
على ذلك إذا رأيت الله قد يسّرك لليسرى وسهل لك طرق الخير وذلّل لك صعابه ونهج لك طرقه ومهّد لك أسبابه وجنّبك العسرى فقد لطف بك، معنى هذا أن العبد لا بد أن يكون من الشاكرين كلما تأمل لطف الله خصوصًا والعبد يرى أن الله ِأبعد يوسف عن أهله وخاصته الذين يحبهم ويتمنى قربهم لكنه سبحانه وتعالى قرّبه ممن كان سببًا لظهوره وعلوّه، فالله عزّ وجلّ مسبب الأسباب مدبر الأقدار لطيف بعباده، والعباد لا بد أن يكونوا شاكرين للطفه بعد أن يتأملوا ألطاف أقداره ، وكم من أشخاص كتب الله لهم الهداية ودفع عنهم باب الغواية بألطف الطرق التي لا يحتسبون لها .
ومن لطفه سبحانه وتعالى بعباده المؤمنين أنه يتولاهم بلطفه فيخرجهم من الظلمات إلى النور، ويخرجهم من ظلمة الجهل والبدع والمعاصي إلى نور العلم والإيمان والطاعة، { أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا }[الأنعام : 122]
من لطفه انه يرحمهم ،،، ويوفقهم لنهي النفس عن الهوى مع وجود أساب الفتنة وجواذب المعاصي ودواعي الفتنة يرسل الله عليهم برهانًا، كأننا نفسر في سورة يوسف { وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ }[يوسف : 24] هذا برهان لطفه وإيمانه ،
فمن لطف الله أن يُبغّض المعاصي للنفوس، ويوصل لها كل ما يُبَغِّضها للمعاصي، لذلك لما نعتني بأحد لا نستطيع أن ندخل في قلبه الهدى والنور، لكننا نستطيع أن نتوسل إلى الله أن يدخل في قلبه الهدى والنور، والهدى والنور لما يدخل القلوب يدخل بألطف ما يكون، لذلك لا تستبعد من محبي الدنيا أن يكرهوها، ومن محبي المال أن يبغضوه، لا تستبعد؛ لأن تغيير القلوب يكون بألطف ما يكون، فبقي حق أبنائنا وأزواجنا علينا: التوسل الذي لا ينقطع
. أيضًا من لطفه سبحانه وتعالى بعباده أنه يقدر أرزقاهم بحسب علمه بمصلحتهم لا بحسب مراداتهم، فأحيانًا كثيرة يريدون شيئًا وغيره أصلح، فيقدِّر لهم الأصلح وإن كرهوه، لطفًا بهم وبرًّا وإحسانًا، كما أتى في سياق سورة الشورى : {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ العَزِيزُ } [الشورى : 19] يعني: أنه سبحانه وتعالى تقديره لأرزاق العباد أتى من اللطف، كما أتى في نفس السورة بعدها بسياق { وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ } [الشورى : 27] ينزل من الرزق بقدر ما ينفع العباد .
من لطفه أيضا: أنه يقدر عليهم أنواع المصائب وضروب المحن والابتلاء بالأمر والنهي الشاق؛ رحمة بهم وسَوْقًا إلى كمالهم وكمال نعيمهم .{ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }[البقرة : 216] آمنا بالله، والله يعلم وأنتم لا تعلمون.
ومن لطيف لطفه سبحانه وتعالى أنه إذا أهّل العبد للمراتب العالية والمنازل السامية التي بعينها ما تدرك إلا بالأسباب الكبيرة ، ماذا يفعل بهم؟ أول الأمر: يقدر لهم بعض الأسباب المحتملة المناسبة للأسباب التي هي أهل لها ، من أجل أن يتدرج من الأدنى إلى الأعلى، من أجل أن يتمرن ويكون له ملكة من جنس ذلك الأمر. مثال: الله عزّ وجلّ قدّر لموسى ومحمد وغيرهم من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في ابتداء أمرهم أن يكونوا رعاة للغنم، ثم انتقلوا من رعاية البهيم إلى رعاية العليم الذي علّمه الله. مثال آخر: يريد الله من أحد أن يكون مسؤولاً عن إدارة مكان، يجعله الله قريبًا من أهل الإدارة .
وكذلك يذيق الله عبده حلاوة بعض الطاعات- وهذا يظهر كثيرًا في العلم- فينجذب الإنسان ويرغب ويصير له نوع ملكة، إلى أن يفتح له باب العلم ويصبح شغله الشاغل. طبعًا هذا لكل عبد على حسبه
ومن هذا النوع: أن الله عزّ وجلّ يقدر للعبد أن يتربى أو أن يصاحب أهل إيمان وتقوى وعلم من أجل أن يكتسب من أدبهم ، ولنا في قصة مريم خير مثال { فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا } [آل عمران : 37] تربت عند أهل الصلاة والعلم وأهل الإيمان فتكسبت آدابهم، فهذا من لطف الله. لذلك : لا بد أن يتنبه العبد لعطايا الله التي أعطاه، من أجل أن يعلم أنه لا بد أن ينتفع بها في مستقبل قريب . الله عزّ وجلّ يربي عباده ويهيئهم لما يريد أن يرفع منازلهم. وهذه من أعظمها نفعًا أن يصاحب ويلازم أهل الخير قلبًا وقالبًا العبد من لطف الله به، إذا أهله للمراتب العالية والمنازل السامية التي لا تدرك إلا بالأسباب العظيمة، قبل أن يصل إليها يؤهله الله عزّ وجلّ لذلك.
ننتقل الآن لنوع لطف آخر:
من لطف الله بعبده أن يجعل رزقه حلالاً، وهو في راحة وقناعة يحصل به مقصوده ولا يشغله عمّا خُلق له من العبادة والعمل الصالح؛ فيتفرغ العبد ويريح خاطره وأعضاءه، ولهذا من لطف الله تعالى بعبده أنه أحيانًا تطمح نفسه لسبب من أسباب الدنيا الذي يظن أنها تنفعه، فالله عزّ وجلّ يعلم أنه تضره فيحول بينه وبينها، فيظلّ العبد كارهًا لهذه الأسباب ولا يدري أن الله لطف به حيث صرف عنه الأمر الضارّ وأوصل له الأمر النافع. لذلك كان الإيمان بالقضاء والقدر في هذه الأمور من أعلى المنازل في الإيمان
أيضًا من لطف الله بعبده أنه إذا قدر له طاعة جليلة لا تُنال إلا بالأعوان أن يقدر له أعوانًا عليها وعلى حملها، ويهيئ هؤلاء الأعوان أيما تهييء، لو اختارهم العبد بنفسه لم يكن ليصل إلى مراده، والله عزّ وجلّ يقول في سورة طه { وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي } [طه :29- 30] وامتنّ الله على عيسى بقوله: { وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ } [المائدة : 111] حتى على النبي صلى الله عليه وسلم { هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ } [الأنفال : 62] معنى هذا أن الله عزّ وجلّ يمتن على عباده بتسخير الأعوان إن قدر لهم طاعة تحتاج إلى أعوان، والحقيقة أن هذا فضل الله عزّ وجلّ ، فهو سبحانه وتعالى يسخر أعوانًا نافعين لمن قدَّر لهم هذه الطاعة.
من لطف الله بعبده أن يعطي عبده من الأموال والأزواج والأولاد ما تقرُّ به عينه في الدنيا ويحصل له السرور، ثم يبتله في بعض ذلك ، فيعطيه الأجر العظيم إذا صبر واحتسب، فنعمته بأخذهم أعظم من نعمته عليه بوجودهم.
أيضًا من لطف الله بعبده أن يبتله ببعض المصائب فيوفقه للقيام بوظيفة الصبر، فينيله بهذا التوفيق الدرجات العالية الغالب أنه لا يدركها بعمله، ويُوجد في قلبه حلاوة روح الرجاء وحلاوة تأميل الرحمة وكشف الضرّ، فيخفف ألمه وتنشط نفسه.
ومن لطف الله بعبده المؤمن الضعيف أن يعافيه من أسباب البلاء التي تُضعف إيمانه ويبتله بما يناسبه على قدر إيمانه، كما أنه من لطفه بالمؤمن القوي تهيئته بأسباب الامتحان والله عزّ وجلّ يعينه عليها؛ فيزداد إيمانه ويعظم أجره
. أيضًا من لطف الله بعبده أن يسعى لكمال نفسه فيقرِّب الله له طريق يوصله إلى ذلك، يسدِّد العبد في اختيار الطريق ويبعد عنه الطرق التي تبعد عليه، فيقرِّب له مقصوده بألطف ما يكون. وربما من لطفه بعبدٍ سعى في تكميل نفسه أن يجعل المكمّلات هي المقبلات على العبد.
من لطف الله عزّ وجلّ بعبده أنه سبحانه وتعالى يجعل ما يبتليه الله عزّ وجلّ من المعاصي سببًا لرحمته، فيفتح له عند وقوع المعصية باب التوبة والتضرع والابتهال وازدراء النفس واحتقارها وزوال العجب والكبر من قلبه ما هو خير له من كثير من الطاعات .
من لطفه بعبده إذا مالت نفسه مع شهوات النفس الضارّة أن يُنقصَها عليه، يكدرها؛ فلا يكاد يتناول منها شيء (مثل كثرة الخلطة، كثرة الأكل والنوم والكلام) إذا مالت نفسه معها واسترسلت؛ الله عزّ وجلّ يكدِّر عليه هذه الشهوات فلا يكاد يتناول منها شيئًا إلا كان محشوًا بالمنغصات لئلا يميل معها كل الميل، وفي مقابل هذا يُلذِّذ له التقرّبات ويحلِّي له الطاعات ليميل لها كل الميل .
أيضًا من لطفه أن يؤجر العبد على أعمال لم يعملها، لكن عزم عليها ثم تنحلُّ عزيمته لسبب من الأسباب فيؤجر عليها، أين وقع اللطف ؟ الله أوقعها في قلبه و أدارها في ضميره وفكر فيها العبد والله يعلم أنه لن يفعلها . وألطف من هذا أن يقيض الله لعبده طاعة أخرى غير التي عزم عليها أنفع منها. مرة أخرى: الحالة الأولى: شخص عزم على فعل وانحلت عزيمته بسبب فيعطيه الله أجره الحالة الثانية ( الأخصّ ) وهي ألطف: يقيض الله له طاعة أفضل من الأولى وهي أرضى لله، فيعطيه الله أجر المفعولة التي فعلها، والثانية يؤجره عليها بنيته .
من لطف الله بعبده أن يجري بشيء من ماله شيئًا من النفع وخيرًا لغيره، فيثيبه من حيث لا يحتسب مثال: عبد يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا كما في الحديث (( ما من مسلم يَغْرِسُ غرسًا أو يَزرعُ زرعًا، فيأكل منه طيرٌ أو إنسانٌ أو بهيمة إلا كان له به صدقة)) رواه البخاري ، مثلا: شخص يضع مظلة، شخص يضع ماءً للشرب، هو لا يدري كم من الأشخاص انتفعوا بماله الذي وضعه. مثله: كتب الإنسان إذا اُنتفع بها، المصحف لو قُرئ منه، العين لو شُرب منها، الماعون لو اُنتفع به
_____________________________________________
منقول من شبكة ركاب اهل العلم ومن يريد الرجوع للكلام : في كتاب النهج الأسمى للنجدي ، وكتاب الأسماء الحسنى والصفات العلى للوهيبي ,وكتاب فقه الأسماء الحسنى لعبد الرزاق البدر ، تفسير السعدي ، (ولتقرأ كل آية في القرآن فيه اسم الله اللطيف وتقرأ تفسير سياق الآية نفسها والتي قبلها )
الجوري عضو جديد
عدد المساهمات : 18 نقاط : 38 تاريخ التسجيل : 05/08/2010
موضوع: رد: شوفوا لطف الله بعباده ............. الجمعة أغسطس 06, 2010 7:51 am